أضيف في 5 مارس 2016 الساعة 14:00
الفراق الحزين...
 |
صوتكم
قصة قصيرة 
عبد المعطي رجل بدوي يهوى القنص منذ زمن بعيد، و قد عايش الاستعمار الفرنسي لمنطقته، وظل يشتغل مع الفرنسيين بالمنجم، و قد كان يصاحبهم للغابات والجبال المجاورة للمدينة لممارسة القنص، و تعتبر هوايتهم المفضلة في نهاية كل أسبوع ... للترفيه عن أنفسهم وتجديد نشاطهم بعد أسبوع من الكد والعمل الشاق بالمنجم، و كان عادة ما يبهرهم بمهاراته في التسديد وإطلاق النار، فناذرا جدا ما كان يخطيء طريدته ...أحبوه، وأحبوا صداقته... أدمجوه معهم في مجموعتهم حتى أمسى عضوا رئيسيا داخل الفريق الفرنسي...إنه المغربي الوحيد الذي يرافقهم كلما حطوا الرحال بأحد الأماكن التي يكثر فيها الوحيش...فازدادت ثقتهم فيه فأهداه أحد أصدقائه ستيفن كلبته الرومية (بيشة) المدربة جيدا على القنص، والتي تتوفر على قوة خارقة في الشم، واتباع أثر الطرائد لإ خراجها من مخابئها بين كومات الحشائش أو الحجر...فرح صاحبنا بكلبته (الرومية) وحملها أمامه فوق دراجته النارية ( ساش)... أخضر اللون ، و كان هذا النوع من الدراجات النارية جد معروف في زمانه...جلست الكلبة بيشة متسمرة، ولم تحرك ساكنا... وكأنها راضية عن وضعها الجديد...فبيشة الكلبة الرومية، و البيضاوية اللون، المرقطة ( بطبات ) صغيرة في أماكن مختلفة من جسمها، تميل شيء ما إلى البني المفتوح و بأذنين طويلتين و متدليتين نحو الأسفل، و كلما تحركت تزيدانها جاذبية وجمالا لناظرها... أو لمن يراها لأول مرة...
عاد عبد المعطي لمسكنه، فرحا بهديته الفريدة من نوعها و الغير منتظرة... فعند وصوله احتشد سكان الدوار حوله لرؤيتها ...سأله أحد الجيران، ما اسمها؟ أجابه صاحبنا بكل افتخار: آسمها بيشة ...وهي كلبة فرنسية ...فأخذ كل واحد منهم ينادي عليها باسمها، وسرعان ما تتوجه نحو المكان الذي تسمع منه النداء...فتعجب القوم لتجاوبها الكبير معهم... يا عجبا ...إنها تعرف اسمها جيدا...(بيشة فياه إسي ) ناداها صاحبنا بلغة موليار...فتسمرت بالقرب منه...و لعلها شعرت حينذاك بانقباض شديد، لما أصبح كل واحد منهم يناديها باسمها و من أكثر من جهة... لذلك ربما فهم عبد المعطي من حركتها أنها غير راضية عن هذه المعاملة التي لم تألفها فيما سبق ... وفي إحدى اللحظات ظهرت عليها علامة الغضب، فأدخلت رأسها بين يدي عبد المعطي...فمسح على رأسها ...و مرر يديه على ظهرها الناعم...تم حركت ذيلها بقوة ، وجلست جلستها المعتادة بعدما أثنت قائمتيها الخلفيتين ... نبحت...نبحت بكل قواها ...ثم انفض الجمع ...تركوا صاحبنا لوحده مع كلبته الرومية بيشة ... فعلا إنهم لم يعهدوا مثل هذا السلوك المتحضر عند فصيلة الكلاب التي تتواجد عندهم في الدوار منذ سنين وعقود... أدخلها عبد المعطي إلى وسط حوش بمسكنه البدوي المتواضع، و ربطها بحزام جلدي كان معلقا في عنقها ...و وضع أمامها صحنا مملوء بالطعام كعربون على حسن الضيافة والاستقبال ...و لعلها ستستعد من الآن فصاعدا على نوع من الأطعمة التي ربما لن تروقها وهي التي تعودت على الأكل الرطب عند الفرنسي ستيفن منذ صغرها ...لم تقترب إطلاقا من الصحن، و لم يرقها ما قدم إليها من طعام... لكن عبد المعطي كان له رأي آخر ...تقدم نحوها قائلا :( هاد شي لي عطا الله...كوليه ولا خليه)...حينها نبحت ونبحت و نبحت ...و هي تحتج، و بعدها شرعت في جر الحبل الذي تم ربطها به بكل ما أو تيت من قوة...انصرف صاحبنا وتركها على حالها حتى يهدأ روعها، و تقبل بوضعها الجديد...فظلت طيلة الليل تنبح ولم تتوقف إلا عندما انقضي جهدها .... وقد بقيت على تلك الحالة حتى صباح اليوم الموالي... في صباح الغد تركها صاحبنا مربوطة إلى وتد وأمر زوجته رقية بأن تطعمها وتقدم لها الماء وتغلق الباب حتى لا يدخل عليها أحدا من الجيران فيزعجها ...التقى أصدقاءه بالمنجم وسألوه عنها ... فبدأ يحكى لهم عن حالها ...عن غضبها...عن نباحها...عن وعن...تألم ستيفن لحالها ...ندم ندما شديدا، لكنه لم يقدر أن يتراجع في كلامه و يطلب من صديقه عبد المعطي إرجاعها إليه...لكنه بكى ...وبكى، فسالت دمعتين سريعتين على خديه...قال بلغته الفرنسية:(ماو بوفر بيشة )...وبعد هنيهة ركب سيارته وغادر المنجم دون أن يعرف أحد وجهته...لكنه عاد، بعد وقت ليس بالقصير...نادى على صديقه عبد المعطي، و هو ما زال في سيارته...اقترب منه ودار حوار قصير بينهما. و بعدها خرج وتوجه خلف سيارته، أخرج صندوقا أسود اللون، مده إلى عبد المعطي و بعدها ربطه جيدا خلف دراجته النارية (ساش) ثم تحرك مسرعا نحو بيته...لما وصل طل على كلبته ليتقصى أحوالها ...حكت له زوجته ،أشياء وأشياء ...كلبتك لاتريد أكلنا...كلبتك لاتريد أي شيء... كلبتك ...كلبتك ... بعدها فتح الصندوق ومدها بأكلها الخاص الذي تعودت عليه عند ستيفن وهي جروة صغيرة...فلا يمكن أن تنسى عالمها القديم الذي تربت بين أحضانه بين عشية وضحاها... والطبع يغلب التطبع...كلمات قالها عبد المعطي وهو يعطيها أكلها الذي (هبطت عليه عمي من كثرة الجوع)...مسكينة بيشة لم تقدر على الأكل(الحرفي) (قلبها رطب)...تبسمت زوجته ضاحكة، تم قالت : ( ومالك على هاذ الحالة أمعيطي...ربيت حتى ولادك بقاو ليك ع لكلاب)... لم يهتم بكلامها، و لم ينبس ببنت شفه، لأنه يعرف أن زوجته بعيدة كل البعد عن عالمه الذي يعيشه لوحده ...وحبه الشديد بالقنص و كل شيء يرتبط به ... وبمرور الشهور بدأت بيشة تألف عالمها الجديد وأخذت تتناسى عالمها الفرنسي القديم... ليتم دمجها شيء فشيء، و بدأت تتعود على الوجوه القريبة منها...و ذات مرة أخذها عبد المعطي صحبته إلى منطقة لحلاسة القريبة من البلدة فراقها المنظر...و كانت تجري خلفه كطفل صغير خرج من توه إلى عالمه الذي يحبه...و كلما اقتربت من سدرة أو عوسج نبحت حتى تطير سمانة من هنا أو هناك وبسرعة البرق ينزلها صاحبنا عند أول طلقة رصاص...بيشة في هذه اللحظات بالذات تراها جد سعيدة لأنها عادت إلى عالمها الطبيعي الذي شعرت بالوحشة واللوعة عند فراقه...إنها سعيدة، نعم جد سعيدة لحالها ،إنها تقفز كالغزال في هذا الفضاء الرحب الذي لا يحده البصر، و لا توجد فيه مساكن بل خيام هنا وهناك لبعض الرعاة الرحل الذين يعجبهم صوت الرصاص...وتساقط الطرائد من الفضاء ...وجري كلاب الصيد نحوها لحملها للقناص... ألفت بيشة عبد المعطي و ألفها ... إنها الآن ، قد نسيت نهائيا ستيفن ونالت حريتها وأصبحت مشهورة في الدوار الصغير باسمها المعهود...الكل يعرف بيشة وبيشة تعرف جميع ساكنة الدوار...فتراها تقفز مع هذا و تطارد ذاك، و ترتمي وسط حقول الشعير الطويلة فلا يظهر لها أثر إلا بعدما تخرج من جهة من جهاته وهي تلهت ،فيشدك منظرها الرائع والجميل ...فلا تتمالك نفسك إلا وأنت تصيح: بيشة،بيشة، بيشة...وكأنك تنادي على شخص تحبه بصدق ... بيشة تعودت على الذهاب مع عبد المعطي رفقة أصدقائه الجدد وكلهم من نفس البلدة، بعدما غادر الفرنسيون المنجم. و عادوا إلى بلدهم ...وكم ألحوا على عبد المعطي أن يهاجر معهم إلى الديار الفرنسية لكنه رفض لأنه كان يحب أرضه الطيبة التي ترعرع وكبر فيها ولا يستطيع فراقها إلا بعد الموت... كان الرفاق الثلاثة يتوجهون إلى جبال بني ملال بواسطة سيارة من ( نوع سيمكا طالبو) للحاج صالح، و لا يعودون من رحلة الصيد إلا مساء الأحد، وكانت بيشة دائما في رفقتهم ...وكانوا عادة ما ينهون رحلتهم بمقربة من نخلة طويلة لها تاريخ قديم بالبلدة...وكلما توقفت السيارة راقبها أبناؤهم، و هم في حديث فيما بينهم ،عن كم عدد الطرائد التي تم قنصها؟...وكم سيكون نصيب كل واحد منهم؟...وهل لنا نصيب من الأ رانب البرية اللذيذة هذه المرة؟..و يبقون على هذه الحالة حتى يقتربا منهم...إنهما عبد المعطي وابن عمه...وهما يضعان بنذقيتييهما على كتفيهما وقد تمنطقا بأحزمة من الرصاص و كل واحد منهما يحمل نصيبه من الطرائد...أرانب أم حجل ؟ أم هما معا...وبيشة المسكينة تجري بكل ما أو تيت من قوة، تسبقهما بمسافة طويلة... و حين تجد نفسها قد ابتعدت عنهما تعود مسرعة إليهما...وهذا هو حالها حتى الوصول إلى الدوار... مسكينة بيشة ،أصبحت لا تفارق عبد المعطي، فكان كلما لبس لباس العمل متجها إلى المنجم تبدأ تنبح عليه...تظن أنه خارج إلى القنص و تاركها ، و لما يركب دراجته النارية ، تتبعه كالبلهاء من الخلف تجري و راءه، مما يجعله يزيد من سرعته حتى ترجع إلى البيت ،لكنها تبقى على حالها حتى يختفى، و لم يبق يظهر له أثر... فتعود المسكينة حزينة كئيبة ولم يبق لها سوى البكاء...وتعود فتنتظره... و قد لا يعود من العمل إلا في وقت متأخر من الليل...وكم من دراجة نارية تمر بالقرب من البيت و لا تعيرها أي اهتماما يذكر... لكنها لما تسمع صوت دراجته النارية، و هي ما زالت بعيدة ترتمي على الباب و تبدأ في فتح (الزكروم) وكأنها تقول للجميع إنه عبد المعطي، إنه عبد المعطي ...افتحوا له الباب، إنه قد جاء...و ما هي إلا دقائق معدودة حتى تتوقف دراجته النارية(ساش) فيزداد نباحها ...ولما يدخل تبدأ ترحب به بطريقتها الخاصة، وهي تحوم حوله وتشم له في ثيابه، و لا يهدأ لها بال، إلا بعدما مسح على رأسها و مرر يده على ظهرها...بعدها تجلس جلستها المعتادة بثني قائمتيها الخلفيتين والقعود عليهما مثل أي كائن طيب و حنون...و يظهر ذلك في نظراتها لكل من حولها... بيشة السلوقية المعروفة عند جميع القناصة، أصدقاء عبد المعطي بقوة صبرها وتحملها للمشاق وقوة انضباطها طيلة رحلات الصيد التي صاحبتهم فيها إلى الجبال الوعرة والغابات الموحشة...الكل يحب بيشة صغارا و كبارا نساء وأطفالا، لأنها صارت تشاركهم حياتهم، لكن الويل ثم الويل لمن اعتدى على أحد أفراد عائلة عبد المعطي في غيابه، فهي تهاجم بكل ما أوتيت من قوة، فتبدأ بالنباح وإذا ما استمر الخصم في عناده انقضت عليه وجذبته بقوة بأسنانها مما يحدث له فزعا داخليا و خوفا شديدا من غضبها، الذي يبدأ في تصاعد حسب الموقف ،لأنها قد تلجأ إلى أكثر من طريقة لتخويف خصمها حتى يفر بجلده سالما من ردة فعلها...وفي مثل هذه المواقف لاتهدأ إلا بعدما ترى أحد أبناء أو بنات عائلة عبد المعطي يهدئ من روعها...ولاتهاب الخصم حتى ولو لجأ إلى تخويفها وطردها سواء برشقها بالحجارة أو ضربها بقدمه ،إنها تحافظ على وضعيتها الهجومية ولا تتراجع أبدا حتى يتحقق مرادها... وفي رحلة صيد إلى أيت عتاب بنواحي بني ملال، رافقت صاحبها، بمعية رفاقه المعروفين، والذين اعتادوا الخروج معه، كل نهاية أسبوع للقنص... و كانت هذه الرحلة جد متعبة وشاقة ...جرت بيشة لساعات طوال بين أحجار الجبال ووعورتها...و كانت الحرارة جد مفرطة، مما جعلهم يستهلكون كميات كبيرة من الماء... و لما اشتد العطش ببيشة لم يجدوا لها ماء تروي به ضمأها و هم بين الجبال الموحشة...تعبت بيشة المسكينة تعبا شديدا، وبدأت تفقد توازنها وقوتها ...مرت ساعات طويلة على بيشة وصاحبها، كأنها الدهر ...فكر صاحبنا وأرثى لحالها، حملها بين يديه كطفل صغير...مشى بها، وهو يحضنها وسط يديه كتحفة ناذرة ، لا يريدها أن تسقط ،أو تضيع في غفلة منه، أو أن تصاب بمكروه لاقدر الله...ظل يتماسك نفسه، و هي بين أحضانه، وفي كل مرة ينظر إليها وينبس باسمها لتقاوم العطش...انهارت قواه، كما انهارت قواها كذلك...لا طاقة لها الآن ...وضعها أرضا وأجهش بالبكاء، كطفل صغير ضاع منه شيء عزيز على نفسه ...لكنه لم ييئس ولم يتسرب (اليأس) إلى دواخله...انتفض كالمجنون وحملها على كتفيه ،كما كان يفعل لأطفاله الصغار ...لكنه لم يستطع مواصلة السير، انهارت قواه تماما هو الآخر كما انهارت قواها من قبله ...استسلم للأمر الواقع ، و وضعها أرضا وبدأ يتأملها بعينين دامعتين ...مهزوما منكسر الفؤاد... ليس بيديه حيلة... وكأنه جندي في ساحة الغوى يرى صديقه الحميم ينزف وينزف وحان وقت احتضاره ،ولم يستطع أن يفعل له أي شيء لينقذه...إنه مشهد دراماتيكي بكل المقاييس ...إنه مشهد حزين ...حزين جدا، تراه قد التصق بالذاكرة التصاقا ولن تمحيه السنين...ابتعد عنه رفاقه كثيرا... مما جعلهم ينتظرونه طويلا ،فظنوا أن مكروها ما قد وقع لسلوقيته بيشة، بعدما عرفوا أنها في حاجة إلى الماء وعلى صاحبنا عبد المعطي أن يترحم عليها ولا يتعبها أكثر مما تعانيه ريثما يقتربون من بعض الدواوير ليسقيها ماء، وتسترجع بعض قوتها المنهارة من جديد...قطعوا مسافة ليست بالقصيرة ...لاح لهم من بعيد وهو جالس على حجرة كبيرة ،فازدادت شكوكهم بأن هناك مكروه وقع لبيشة...وما هي إلا برهة حتى أحاطوا به وهو يضع يديه على خديه ...يخفي دموعه حزنا وكمدا على فراق السلوقية التي ظلت مخلصة له في غيابه وحضوره...وصارت واحدة من عائلته ...وكله تساؤلات ...كيف سيعود اليوم إلى بيته في غيابها؟...كيف سيتلقى أبناؤه الخبر؟ ...هل يتهمونه بأنه قد كان السبب في قتلها؟...هل يصدقونه حقا بأن بيشة لم تقدر على تحمل العطش؟...هل حقا انهارت بكل هذه السرعة، وهي السلوقية التي ليس لها شبيه يذكر بين فصيلتها؟...هل وهل وهل؟...رفع رأسه وعض على شفتيه وهو يحرك رأسه، و أصدقاؤه لم يجدوا كلاما مناسبا لحظتها ...فكل العبارات و المواساة لن تجدي نفعا ...وقف من فوق الحجرة ،تنهد بعمق شديد لعله يجمع قواه المنهارة ...قال لأصحابه ساعدوني على دفنها ...حفروا لها حفرة وقطعوا أغصانا من شجر اللوز...و غطوها بالكامل، و بعدها وضعوا عليها كومة من الأحجار...ودعوا بيشة الوداع الأ خير ...رحلت بيشة لكن ذكرياتها الجميلة ستبقى للتاريخ يحكيها الأجداد لأحفادهم بدوار أولاد بلة ... . رجع عبد المعطي مع رفاقه مساء إلى المكان المعتاد تحت النخلة الطويلة...لكن هذه المرة بقلوب منكسرة...انتظرهم أبناؤهم وكلهم أملا في أن تكون الحصة كبيرة من الطرائد لكل قناص منهم ...اقترب عبد المعطي من بيته وأبناِؤه أمام الحائط في لهفة لملاقاته ...اقترب أكثر لكن السلو قية بيشة من عادتها، أنها تظهر لهم من بعيد، بل تقترب من البيت تم تعود تجري نحوه وسط حقول القمح والشعير...كإعلان منها عن قدومهم بسلام...وصل عبد المعطي ولم تنبس شفتيه بأية كلمة...لم يسلم على أحد ... لم ... ولم ... ربما يريد أن يبلغ للجميع الخبر السئ بطريقته...تقدمت زوجته تشكيه إحدى بناته في غيابه...ثار و هاج و ماج واستشاط غضبا ضربها بقبضة البنذقية حتى أسقطها أرضا ...عم السكون والخوف في البيت ...صاح كالمجنون حتى سمعه الجيران: بيشة ماتت ...بيشة ماتت ...ماتت المسكينة من شدة العطش لم نجد لها ماء...بكى أطفاله الصغار...عم الحزن البيت كله...قالت الأم لتهدئ من روعه :هذا قدر الله وقدره ،لا مسؤولية لك فيما وقع لها...كلنا كنا نحبها ، لأنها أصبحت واحدة منا لطول تواجدها بيننا...نعم ماتت السلوقية بيشة الكلبة الرومية بين أحضان الطبيعة التي كانت تحبها ... كتابة بقلم :ذ عبد الرحيم هريوى
|
|
|