أضيف في 11 غشت 2014 الساعة 15:20
خمس آفات تفتك بالشباب
صوتكم:2014/2
انتشرت في مجتمعنا وبين شبابنا على وجه الخصوص العديد من الآفات والظواهر الاجتماعية التي تفتك بكيانهم، وتساهم في تدمير شخصيتهم. ومن تلك الظواهر والآفات تعاطي المخدرات والتدخين والخمور وما يُلحق بها، إضافة إلى التطرف والتشدد، أو الإهتم والتهور واللامبالاة، واللجوء إلى العلاقات الجنسية المنحرفة من الدعارة والعلاقات المفتوحة والشذوذ الجنسي والتحرش، علاوة على الغش والفساد..، وقد تؤدّي هذه الآفات مُجتمعة أو متفرقة إلى وجود خلل في الحياة، فينعكس ذلك سلبا على المستوى النفسي والاجتماعي والديني والقيمي لدى الشباب. اخترنا معالجة هذا الموضوع بالانتقال من الرؤية التجزيئية التي تسلط الضوء على كل آفة سلبية أو ظاهرة اجتماعية على حدى إلى الرؤية الشمولية، التي يفترض فيها ملاحظة العلاقات القائمة بين كل تلك الظواهر، فركزنا البحث والتحليل على خمس آفات مركزية تتمحور حولها أخرى وهي المخدرات، التطرف، الإهتم، العلاقات الجنسية، الغش، مع العلم أن مواجهة الآفات المتسقة تستوجب كذلك وجود قيم متكاملة متناسقة تتدافع معها، كما أن القيمة في الإسلام كما عند علماء الأخلاق لا تأخذ قيمتها الحقيقية إلا في ورودها ضمن نسق كلي ومنظومة أخلاقية شاملة. ورغم أن مجموعة من التقارير منها "الإسلام في الحياة اليومية بحث حول القيم والممارسات الدينية بالمغرب 2006"، و"تقرير الحالة الدينية في المغرب 2009/2010"، و"دراسة أوضاع الشباب المغاربي" الصادر عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي 2013، كشفت عن تمكُّن الشباب من تجاوز عدة آفات متعلقة بالمعتقدات الشعبية من ارتياد الأضرحة والإيمان بالشعوذة والخرافات، وأن الشباب المغربي يرفض السلوكيات التي تحسب على الدين بشكل متعسف، ويتجه نحو إحداث القطيعة معها، إلا أنه لم يستطع الفكاك من معضلات أخرى من قبيل المخدرات، التطرف، الإهتم، العلاقات الجنسية، الغش. فمن شأن معالجة تلك الآفات والظواهر بتهذيب النفوس والرقي بها، إعداد الإنسان الصالح بشخصية قوية مؤثرة في محيطها وفي مجتمعها كما يذهب إلى ذلك علماء النفس والاجتماع البشري، وإن من شأن الاستغراق في تلك الآفات والوقوع في تلك الظواهر السلبية فقدان الشخصية المتزنة، والميل عن نهج الوسطية والاعتدال إما إلى جهة الإفراط أو إلى جهة التفريط. نفتح هذا الملف ونطرح جملة من الأسئلة منها؛ هل من سبيل لمعالجة هذه الآفات؟ وما دور منظومة القيم في ذلك؟ وما هي العواقب الاجتماعية والدينية والنفسية التي تترتب على هذه الآفات والظواهر؟ وما دور الأسرة والمجتمع في حماية الشباب من هذه الآفات والظواهر؟
|
|
|